لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٣٤٠
و يقال الإشراف على أسرار المملكة حتى لا يخفى عليه شى ء.
ويقال الاطلاع على أسرار الخلق.
قوله جل ذكره :
[سورة النساء (٤) : آية ٥٦]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً (٥٦)
الإشارة منه إلى الجاحدين لآيات الأولياء يقيمهم بوصف الصغار ويبقيهم فى وحشة الإنكار «١» كلّما لاح لقلوبهم شىء من هذه القصة «٢» جرّهم إنكارهم إلى ترك الإيمان بها والإزراء بأهلها على وجه الاستبعاد، فهم مؤبدة عقوبتهم.
قوله جل ذكره :
[سورة النساء (٤) : آية ٥٧]
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (٥٧)
هم اليوم فى ظل الرعاية، وغدا فى ظل الحماية والكفاية، بل هم فى الدنيا والعقبى فى ظل العناية.
و الناس فى هذه الدنيا متفاوتون : فمنهم من هو فى ظل رحمته، ومنهم من هو فى ظل رعايته، ومنهم من هو فى ظل كرامته، ومنهم من هو فى ظل عنايته، ومنهم من هو فى ظل قربته.

_
(١) وردت (الأفكار) بالفاء والصواب - حسب المعنى والسياق - وكما جاء بعد قليل فى (و جرهم إنكارهم) أن تكون (الإنكار).
(٢) يقصد من (القصة) : التصوف وأهله.


الصفحة التالية
Icon