لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٣٤٤
و قوله :«وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ». لو جعلوك ذريعتهم لوصلوا إلينا، ويقال لو لازموا التذلل والافتقار وركبوا مطية الاستغفار لأناخوا بعقوة المبار.
قوله جل ذكره :
[سورة النساء (٤) : آية ٦٥]
فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (٦٥)
سدّ الطريق - إلى نفسه - على الكافة إلا بعد الإيمان بمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم، فمن لم يمش تحت رايته فليس له من اللّه نفس.
ثم جعل من شرط الإيمان زوال المعارضات بالكلية بقلبك.
قوله :«ثُمَّ لا يَجِدُوا...» : فلا بدّ لك من (...) «١» تلك المهالك بوجه ضاحك، كما قال بعضهم :
و حبيب إن لم يكن منصفا كنت منصفا أتحسّى له الأمرّ وأسقيه ماصفا
إن يقل لى انشقّ اخترت رضا لا تكلّفا
قوله جل ذكره :
[سورة النساء (٤) : الآيات ٦٦ الى ٦٨]
وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً (٦٦) وَ إِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (٦٧) وَ لَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٦٨)
أخبر عن سقم إخلاصهم وقوة إفلاسهم، ثم أخبر اللّه بعلمه بتقصيرهم.
خلاهم عن كثير من الامتحانات ثم قال ولو أنهم جنحوا إلى الخدمة، وشدّوا نطاق الطاعة

_
(١) هنا كلمة ناقصة ربما كانت (مواجهة) أو (مقابلة) تلك المهالك بوجه ضاحك.


الصفحة التالية
Icon