لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٣٤٧
أي شىء يمنعكم عن القتال فى سبيل اللّه؟ وما الذي لا يرغّبكم فى بذل المهجة «١» للّه؟
و ماذا عليكم لو بذلتم أرواحكم فى اللّه وللّه؟ أ تخافون أن تخسروا على اللّه؟ أم لا تعلمون أنكم تحشرون إلى اللّه؟ فلم لا تكتفون ببقائه بعد فنائكم فى اللّه؟
قوله جل ذكره :
[سورة النساء (٤) : آية ٧٦]
الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً (٧٦)
المخلصون للّه لا يؤثرون شيئا على اللّه، ولا يضنون بشىء عن اللّه، فهم أبدا على نفوسهم لأجل اللّه، والذين كفروا على العكس من أحوال المؤمنين. ثم قوّاهم وشجّعهم بقوله :
«فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ» أي لا تضمروا لهم مخافة، فإنى متوليكم وكافيكم على أعدائكم.
قوله جل ذكره :
[سورة النساء (٤) : آية ٧٧]
أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَ قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَ لا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (٧٧)
أخرجوا أيديكم عن أموركم، وكلوها إلى معبودكم.
ويقال اقصروها عن أخذ الحرام والتصرف فيه.
ويقال امتنعوا عن الشهوات.
ويقال «كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ» إلا عن رفعها إلى اللّه فى السؤال بوصف الابتهال.

_
(١) وردت (المحجة) بالحاء وهذا خطا فى النسخ وصوابها (المهجة) لملاءمتها للسياق.


الصفحة التالية
Icon