لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٣٤٩
الموت فرح للمؤمن، فالخبر عن قربه بشارة له، لأنه سبب يوصله إلى الحق، ومن أحبّ لقاء اللّه أحبّ اللّه لقاءه.
ويقال إذا كان الموت لا بد منه فالاستسلام لحكمه طوعا خير من أن يحمل كرها.
ثم أخبر أنهم - لضعف بصائرهم ومرض عقائدهم - إذا أصابتهم حسنة فرحوا بها، وأظهروا الشكر، وإن أصابتهم سيئة لم يهتدوا إلى اللّه فجرى فيهم العرق المجوسىّ «١» فأضافوه «٢» إلى المخلوق، فردّ عليهم وقال : قل لهم يا محمد كلّ من عند اللّه خلقا وإبداعا، وإنشاء واختراعا، وتقديرا وتيسيرا.
قوله جل ذكره :
[سورة النساء (٤) : آية ٧٩]
ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ ما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَ أَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (٧٩)
ما أصابك من حسنة فمن اللّه فضلا، وما أصابك من سيئة فمن نفسك كسبا وكلاهما من اللّه سبحانه خلقا «٣» قوله جل ذكره :
[سورة النساء (٤) : آية ٨٠]
مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (٨٠)
هذه الآية تشير إلى الجمع لحال الرسول - صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال سبحانه طاعته طاعتنا، فمن تقرّب منه تقرّب منا، ومقبوله مقبولنا، ومردوده مردودنا.
قوله جل ذكره :
[سورة النساء (٤) : آية ٨١]
وَيَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَ اللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (٨١)

_
(١) لعل القشيري يقصد بذلك إلى أنهم بنسبتهم شيئا لغير اللّه يشركون، وينأون عن التوحيد.
(٢) أخطأ الناسخ فنقلها (فاذاقوه) فصوبناها بما يلائم السياق.
(٣) هذا تلخيص دقيق لرأى القشيري فيما يصيب العباد.


الصفحة التالية
Icon