لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٣٦٩
قوله جل ذكره :
سورة النساء (٤) : آية ١٢٨]
وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَ الصُّلْحُ خَيْرٌ وَ أُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَ إِنْ تُحْسِنُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (١٢٨)
صحبة الخلق بعضهم مع بعض إن تجردت عن حديث الحق فإنها تتعرض للوحشة والملامة، وممازجة النفرة والسآمة. فمن أعرض عن اللّه بقلبه أعرض الخلق عن مراعاة حقه، وخرج الكافة عليه باستصغار أمره واستحقار قدره. ومن رجع إلى اللّه بقلبه، استوى له - فى الجملة والتفصيل - أمره، واتسع «١» لاحتمال ما يستقبل من سوء خلق الخلق صدره فهو يسحب «٢» ذيل العفو على هنات جميعهم، ويؤثر الصلح بترك نصيبه وتسليم نصيبهم قال اللّه تعالى :«وَالصُّلْحُ خَيْرٌ».
واتضاعك فى نفسك عن منافرة من يخاصمك أجدى عليك، وأخرى لك من تطاولك على خصمك باغيا الانتقام، وشهود مالك فى مزية المقام. وأكثر المنافقين فى أسر هذه المحنة.
قوله تعالى :«وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ...» : وشحّ النفس قيام العبد بحظّه.
فلا محالة من حجب عن شهود الحق ردّ إلى شهود النّفس.
قوله تعالى :«وَإِنْ تُحْسِنُوا» : يعنى يكن ذلك خيرا لكم. والإحسان أن تعبد اللّه كأنك تراه.
«وَتَتَّقُوا» : يعنى عن رؤيتكم مقام أنفسكم، وشهود قدركم، يعنى وأن تروا ربّكم، وتفنوا برؤيته عن رؤية قدركم.

_
(١) وردت (و التسع) وهى خطأ فى النسخ.
(٢) وردت (و يستحب) وهى خطأ النسخ.


الصفحة التالية
Icon