لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٤٢٩
قوله جل ذكره :
[سورة المائدة (٥) : آية ٤٩]
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ احْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ (٤٩)
قم باللّه فيما تحكم بينهم، وأقم حقوقه فيما تؤخر وتقدم، ولا تلاحظ الأغيار فيما (تؤثر) «١» أو تذر، فإن الكلّ محو فى التحقيق.
قوله جل ذكره : فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ، وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ.
يعنى (عظهم) «٢» بلسان العلم فإن أبوا قبولا فشاهدهم بعين الحكم. ويقال : أشدد عليهم باعتناق لوازم التكليف، فإن أعرضوا فعاينهم بعين التصريف فانّ الحقّ - سبحانه - بشرط التكليف يلزمهم وبحكم التصريف يؤخرهم ويقدمهم، فالتكليف فيما أوجب، والتصريف فيما أوجد، والعبرة بالإيجاد والإيجاب.
قوله جل ذكره :
[سورة المائدة (٥) : آية ٥٠]
أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠)
أ يعودون فى ظلمة الحجاب ووحشة الالتباس بعد ما سطع فجر العرفان، وطلعت شموس التحقيق، وانهتكت أستار الريب؟
و يقال أ يطلبون منك أن تحيد عن المحبة المثلى، وقد اتضحت لك البراهين وتجلّى اليقين؟
و يقال أ يطمعون فى استتار الحقائق فى السرائر وقد تجلت شموس اليقين؟

_
(١) وردت (تؤشر) بالشين وهى خطأ فى النسخ. [.....]
(٢) وردت (عظمهم) بزيادة ميم وهى خطأ فى النسخ.


الصفحة التالية
Icon