لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٤٧١
و الإرادة لا تعارض، والمشيئة لا تزاحم «١»، والحقّ - سبحانه - فى جميع الأحوال غالب.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٤٠ الى ٤١]
قُلْ أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَ غَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٠) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَ تَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ (٤١)
إذا مسّكم الضرّ، ونابكم أمر فممّن ترومون كشفه؟ ومن الذي تؤملون لطفه؟
أ مخلوقا شرقيا أم شخصا غربيا؟ أم ملكا سماويا أم عبدا أرضيا؟
ثم قال :«بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ» : أي إنكم - إن تذللتم بنفوسكم أو فكرتم طويلا بقلوبكم - لن تجدوا من دونه أحدا، ولا عن حكمه ملتحدا، فتعودون إليه فى استكشاف الضر، واستلطاف الخير والبرّ، كما قيل :
و يرجعنى إليك - وإن تناءت ديارى عنك - معرفة الرجال
و قد تركناك للذى تريد فعسى إن خبرته أن تعودا
فإذا جرّبت الكل، وذقت الحلو والمرّ، أفضى بك الضرّ إلى بابه، فإذا رجعت بنعت الانكسار، وشواهد الذل والاضطرار، فإنه يفعل ما يريد : إن شاء أتاح اليسر وأزال العسر، وإن شاء ضاعف الضر وعوّض الأجر، وإن شاء ترك الحال على ما (قبل) «٢» السؤال والابتهال.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنعام (٦) : آية ٤٢]
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (٤٢)
.
(١) وردت (تزاهم) بالهاء وهى خطأ فى النسخ.
(٢) وردت (قيل) وهى خطأ فى النسخ.