لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٤٨٣
أي كان الكفار يدعون المسلمين إلى الرجوع عن الدين والعود إلى الشرك، فقال لهم اللّه : قل لهم - يا محمد - : أ نؤثر الضلال على الهدى بعد طلوع شمس البرهان؟
و ندع الطريقة المثلى بعد ظهور البيان؟ ونترك عقوة الجنّة وقد نزلناها؟ ونطلب الجحيم مثوى بعد ما كفيناها؟ إنّ هذا بعيد من المعقول، محال من الظنون.
وكيف يساعد أتباع الشيطان من وجد الخلاص من صحبتهم، وأبصر الغىّ من صفتهم؟
قوله جل ذكره :
[سورة الأنعام (٦) : آية ٧٢]
وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ اتَّقُوهُ وَ هُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٧٢)
أي أمرنا بملازمة محل المناجاة لأن اللسان إن تعوّد نجوى السلطان متى ينطق (بمكالمة) «١» الأخسّ؟! قوله جل ذكره :
[سورة الأنعام (٦) : آية ٧٣]
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ يَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ لَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (٧٣)
يعنى أنه لا يعترض على قدرته - سبحانه - حدوث مقصود، ولا يتقاصر حكمه عن تصريف موجود.
(١) وردت (مكاملة) والأوفق بالنسبة للسان أن تكون (مكالمة).