لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٥٥٨
العدوّ فى نعت الولي ثم يقلب الكتاب ويظهر الولىّ فى نعت العدو، ثم يأبى الحال إلا حصول المقضىّ.
قوله جل ذكره :
[سورة الأعراف (٧) : الآيات ١٢٣ الى ١٢٤]
قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (١٢٣) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (١٢٤)
«١» خاطبهم معتقدا أنهم هم الذين كانوا «٢»، وهم يعلمون أن تلك الأسرار قد خرجت عن رقّ الأشكال، وأن قلوبهم طهرت عن تو التفرقة، وأن شمس العرفان طلعت فى سماء أسرارهم، فأشهدوا الحقّ بنظر صحيح، ولم يبق لتخويفات النفس فيهم سلطان، ولا لشىء من العلل بينهم مساغ.
قوله جل ذكره :
[سورة الأعراف (٧) : آية ١٢٥]
قالُوا إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (١٢٥)
لمّا كان مصيرهم إلى اللّه سهل عليهم ما لقوا فى مسيرهم إلى اللّه.
قوله جل ذكره :
[سورة الأعراف (٧) : آية ١٢٦]
وَما تَنْقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنا لَمَّا جاءَتْنا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ تَوَفَّنا مُسْلِمِينَ (١٢٦)
لما عملوا للّه، وأوذوا فى اللّه، صدقوا القصد إلى اللّه، وطلبوا المعونة من قبل اللّه، كذا سنّة من كان للّه أن يكون كلّه على اللّه.
قوله جل ذكره :
[سورة الأعراف (٧) : آية ١٢٧]
وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَ تَذَرُ مُوسى وَ قَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ يَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَ نَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَ إِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ (١٢٧)

_
(١) اخطأ الناسخ إذ كتبهما (أيديهم وأرجلهم).
(٢) نعرف من عبارات القشيري :«كانوا لكنهم بانوا» و«العارف كائن بائن».


الصفحة التالية
Icon