لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٥٩٧
صدق التوكل على اللّه يوجب ترك المبالاة بغير اللّه، كيف لا | والمتفرّد بالقدرة - على النفع والضرر، والخير والشر - اللّه؟ |
[سورة الأعراف (٧) : الآيات ١٩٦ الى ١٩٧]
إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (١٩٦) وَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَ لا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٧)
من قام بحقّ اللّه تولّى أموره على وجه الكفاية، فلا يخرجه إلى أمثاله، ولا يدع شيئا من أحواله إلّا أجراه على ما يريده بحسن أفضاله، فإن لم يفعل ما يريده جعل العبد راضيا بما يفعل، وروح الرضا على الأسرار أتمّ من راحة العطاء على القلوب.
قوله جل ذكره :
[سورة الأعراف (٧) : آية ١٩٨]
وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَ تَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لا يُبْصِرُونَ (١٩٨)
شاهدوه بأبصارهم لكنهم حجبوا عن رؤيته ببصائر أسرارهم وقلوبهم فلم يعتدّ برؤيتهم.
و يقال رؤية الأكابر ليست بشهود أشخاصهم، لكن بما يحصل للقلوب من مكاشفات الغيب، وذلك على مقادير الاحترام وحصول الإيمان.
قوله جل ذكره :
[سورة الأعراف (٧) : آية ١٩٩]
خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (١٩٩)
من خصائص سنّة اللّه فى الكرم أنه أمر نبيّه - صلوات اللّه عليه وعلى آله - بالأخذ به، إذ الخبر ورد بأنّ المؤمن أخذ من اللّه خلقا حسنا. وكلما كان الجرم أكبر كان العفو عنه أجلّ وأكمل، وعلى قدر عظم رتبة العبد فى الكرم يتوقف العفو