لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٦١٤
و يقال لا تقرّوا بلسانكم، وتصرّوا على كفرانكم.
و يقال من نطق بتلبيسه تشهد الخبرة بتكذيبه.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنفال (٨) : آية ٢٢]
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (٢٢)
دواعى الحق بحسن البيان ناطقة، وألسنة البرهان فيما ورد به التكليف صادقة، وخواطر الغيب بكشف ظلم الريب مفصحة، وزواجر التحقيق عن متابعة التموية للقلوب ملازمة.
فمن صمّ عن إدراك ما خوطب به سرّه، وعمى عن شهود ما كوشف به قلبه، وخرس - عن إجابة ما أرشد إليه من حجة - فهمه وعقله فدون رتبة البهائم قدره، وفوق كل (....) «١» من حكم اللّه ذلّه وصغره.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنفال (٨) : آية ٢٣]
وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣)
من أقصته سوابق القسمة لم تدنه لواحق الخدمة، ومن علمه اللّه بنعت الشّقوة حرمه ما يوجب عفوه.
ويقال لو كانوا فى متناولات الرحمة لألبسهم صدار العصمة، ولكن سبق بالحرمان حكمهم، فختم بالضلالة أمرهم.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنفال (٨) : آية ٢٤]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ وَ أَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤)
أجاب واستجاب بمعنىّ مثل أوقد واستوقد، وقيل للاستجابة مزية وخصوصية «٢» بأنها تكون طوعا لا كرها، وفرق بين من يجيب لخوف أو طمع وبين من يستجيب لا بعوض ولا على ملاحظة غرض. وحقّ الاستجابة أن تجيب بالكلية من غير أن تذر من المستطاع بقية.
(١) مشتبهة.
(٢) لاحظ كيف يتفق مذهب القشيري فى المصطلح مع القاعدة اللغوية : زيادة المبنى فيها زيادة المعنى.