لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٨٦
قوله جل ذكره :
[سورة البقرة (٢) : آية ٤٣]
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)
احفظوا آداب الحضرة فحفظ الآداب أتمّ فى الخدمة من الخدمة، والإشارة فى إيتاء الزكاة إلى زكاة الهمم كما تؤدّى زكاة النّعم، قال قائلهم :
كلّ شىء له زكاة تؤدّى وزكاة الجمال رحمة مثلى
فيفيض من زوائد هممه ولطائف نظره على المتّبعين والمربين بما ينتعشون به و(...) «١»،
«وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ» : تقتدى بآثار السلف فى الأحوال، وتجتنب سنن الانفراد فإن الكون فى غمار الجمع أسلم من الامتياز من الكافة «٢».
قوله جل ذكره :
[سورة البقرة (٢) : آية ٤٤]
أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (٤٤)
أ تحرّضون الناس على البدار «٣» وترضون بالتخلّف؟ ويقال أ تدعون الخلق إلينا وتقعدون عنّا؟ أ تسرحون الوفود وتقصرون فى الورود «٤»؟ أ تنافسون الخلق «٥» وتنافرونهم بدقائق الأحوال وترضون بإفلاسكم عن ظواهرها؟
و يقال أ تبصرون من الحق مثقال الذّر ومقياس الحبّ وتساهمون لأنفسكم أمثال الرّمال والجبال؟ قال قائلهم :
و تبصر فى العين منى القذى وفى عينك الجذع لا تبصر؟!
و يقال أ تسقون بالنّجب «٦» ولا تشربون بالنّوب؟

_
(١) هنا لفظتان مشتبهتان وفيهما شطب.
(٢) الاشارة وإن كانت لصلاة الجماعة إلا أنها توضح أيضا حرص القشيري على الاهتمام بالإجماع كمصدر من مصادر الشريعة.
(٣) وردت بالياء وهى خطأ فى النسخ.
(٤) من ورد الماء أي ذهب ليستسقى.
٥) وردت أ تنافسون (الحق) وواضح أنها خطا فى النسخ.
(٦) نجب الأشياء وتجائبها لبابها وخالصها، وربما كانت النخب (بالخاء) ج نخب وهو الشربة العظيمة الوسيط ص ٩١٥.


الصفحة التالية
Icon