لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ١٠٠
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : آية ٥٠]
قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (٥٠)
من عرف كمال القدرة لم يأمن فجأة الأخذ بالشدة، ومن خاف البيات لم يستلذ السّبات.
ويقال من توسّد الغفلة أيقظته فجاءة العقوبة، ومن استوطن مركب الزّلّه عثر فى وهدة المحنة.
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : آية ٥١]
أَ ثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَ قَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (٥١)
بعد انتهاك ستر الغيب لا يقبل تضرع المعاذير.
ويقال لا حجّة بعد إزاحة العلة، ولا عذر بعد وضوح الحجة.
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : آية ٥٢]
ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٥٢)
لا تكلف نفس إلا تجرع ما منه سقت، ولا يحصد زارع غلّة إلا ما منه زرع، وفى معناه قالوا :
سننت فينا سننا قذف البلايا عقبه
يصبر على أهوالها من برّ يوما ربّه «١»
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : آية ٥٣]
وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥٣)
صرّح بالإخبار عند استخبارهم، وأعلم بما يزيل الشّبهة عمّا التبس على جهّالهم، وأكّد إخبارك بما تذكره من القسم واليمين، مضافا ذلك إلى ما تسلفه من التّبيين. على أنه لا ينفعهم

_
(١) الشطر الثاني من هذا البيت مطموس غير واضح، ولكننا أكملناه حسبما ورد النص فى موضع سبق.


الصفحة التالية
Icon