لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ١٠٣
و يقال فضل اللّه ما يخصّ به أهل الطاعات من صنوف إحسانه، ورحمته ما يخصّ به أهل الزلّات من وجوه غفرانه.
ويقال فضل اللّه الرؤية، ورحمته إبقاؤهم فى حالة الرؤية.
ويقال فضل اللّه المعرفة فى البداية، ورحمته المغفرة فى النهاية.
ويقال فضل اللّه أن أقامك بشهود الطلب، ورحمته أن أشهدك حقّه بحكم البيان إلى أن تراه غدا بكشف العيان.
قوله :«فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا» أي بما أهّلهم له، لا بما يتكلّفون من حركاتهم وسكناتهم، أو يصلون إليه بنوع من تكلفهم وتعملهم. «هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ» : أي ما تتحفون به من الأحوال الزاكية خير ممّا تجمعون من الأموال الوافية.
ويقال الذي لك منه - فى سابق القسمة - خير مما تتكلّفه من صنوف الطاعة والخدمة.
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : آية ٥٩]
قُلْ أَ رَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَ حَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (٥٩)
يعنّفهم ويقرّعهم «١» على ما ابتدعوه من التحليل والتحريم، ويظهر كذبهم فيما تقوّلوه من نسبتهم ذلك إلى إذن وشرع.
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : آية ٦٠]
وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (٦٠)
هذا على جهة التهويل والتعظيم لما أسلفوه من الكذب.

_
(١) قرع فلانا أي أوجعه باللوم والعتاب (المحيط)


الصفحة التالية
Icon