لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ١١١
بقوله : لأفعلنّ ولأصنعنّ، وكذلك قصارى كل حجة وولاية إذا كانت فى غير اللّه فإنها تئول إلى العداوة والبغضة، قال تعالى :«الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ» «١».
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : الآيات ٨٠ الى ٨١]
فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (٨٠) فَلَمَّا أَلْقَوْا قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (٨١)
أمرهم أمرا يظهر به بطلانهم ليدخل الحقّ على ما أتوا به من التمويه، فلذلك قال موسى عليه السلام :«إن اللّه سيبطله» فلمّا التقمت عصا موسى - جميع ما جاءوا به من حبالهم وعصيّهم - حين قلبها اللّه حيّة.. علموا أنّ اللّه أبطل تلك الأعيان وأفناها.
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : آية ٨٢]
وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨٢)
من جملة ما أحقّه أن السّحرة كان عندهم أنهم ينصرون فرعون ويجيبونه فكانوا يقسمون بعزّته حيث قالوا «بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ» وقال الحقّ اغض سبحانه.
بعزتي إنكم لمغلوبون، فكان على ما قال تعالى دون ما قالوه، وفى معناه قالوا :
كم رمتني بأسهم صائبات وتعمّدتها بسهم فطاشا
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : آية ٨٣]
فَما آمَنَ لِمُوسى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَ مَلائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَ إِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَ إِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (٨٣)
أهل الحقيقة فى كل وقت قليل عددهم، كبير عند اللّه خطرهم.

_
(١) آية ٦٧ سورة الزخرف.


الصفحة التالية
Icon