لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ١٥٩
«فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ» فلا استثناء لبعض أوقات أهل الجنة من أول أمرهم قبل دخولهم الجنّة أو بعده. أو يحتمل أنه يزيد على مدة السماوات والأرض.
وفى قوله «عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ» - أي عطاء غير مقطوع - دليل على أن تلك النعم غير مقطوعة ولا ممنوعة.
قوله جل ذكره :
[سورة هود (١١) : آية ١٠٩]
فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (١٠٩)
لا يريد أنّه عليه السلام فى شك، ولكنه أراد به تحقيق كونهم مضاهين لآبائهم، كما تقول : لا شكّ أنّ هذا نهار.
ويقال الخطاب له والمراد به لأمّته.
«وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ» : نجازيهم على الخير بخير وعلى الشر بضر «١» قوله جل ذكره :
[سورة هود (١١) : آية ١١٠]
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَ إِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١١٠)
اختلفوا فى الكتاب الذي أوتى، وهو التوراة.
و اختلفوا فى كونه رسولا، فمن مصدّق ومن مكذّب.
ثم أخبر أنه - سبحانه - حكم بتأخير العقوبة، ولو لا حكمته لعجّل لهم العقوبة.
وفائدة الآية من هذا التعريف التخفيف على المصطفى - صلى اللّه عليه وسلم - فيما كان

_
(١) لم يقل القشيري : وعلى الشر بشر، وإنما استعمل (الضر) تأدبا من نأحية، ولأنه - حسب مذهبه الكلامى - لا ينسب (الشر) للّه، من ناحية أخرى، وكما سنرى بعد قليل فى تفسيره للحسنة وللسيئة


الصفحة التالية
Icon