لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٢٢٦
بوجودنا. إنما يتّعظ من عقله له تشريف، دون من عقله له سبب إقصاء وتعنيف.
قوله جل ذكره :
[سورة الرعد (١٣) : آية ٢٠]
الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ لا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ (٢٠)
«١» الوفاء بالعهد باستدامة العرفان، والوفاء بشرط الإحسان، والتوقّى من ارتكاب العصيان بذلك أبرم العقد يوم الميثاق والضمان.
وميثاق قوم ألا يعبدوا شيئا سواه، وميثاق قوم ألا يسألوا سواه قوله جل ذكره :
[سورة الرعد (١٣) : آية ٢١]
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (٢١)
«٢» الذين يصلون الإيمان به بالإيمان بالأنبياء والرسل.
ويقال الذين يصلون أنفاسهم بعضا ببعض فلا يتخلّلها نفس لغير اللّه، ولا بغير اللّه، ولا فى شهود غير اللّه.
ويقال يصلون سيرهم بسراهم فى إقامة العبودية، والتبرّى من الحول والقوة.
وقوله :«وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ» : الخشية لجام يوقف المؤمن عن الرّكض فى ميادين الهوى، وزمام يجرّ إلى استدامة حكم التّقى.
وقوله :«وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ» هو أن يبدو من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون قوله جل ذكره :
[سورة الرعد (١٣) : آية ٢٢]
وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (٢٢)
الصبر يختلف باختلاف الأغراض التي لأجلها يصبر الصابر، فالعبّاد يصبرون لخوف العقوبة، والزهاد يصبرون طمعا فى المثوبة، وأصحاب الإرادة هم الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم، وشرط هذا النوع من الصبر رفض ما يمنع من الوصول، واستدامة التوقي منه،
(١) أخطأ النساخ إذ جعلها (و الذين). [.....]
(٢) هذه الآية مستدركة فى هامش الورقة بعد أن سقطت من المتن.