لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٢٣٤
«وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ» : أي ولئن وافقتهم، ولم تعتصم باللّه، ووقعت على قلبك حشمة من غير اللّه - فمالك من واق من اللّه.
قوله جل ذكره :
[سورة الرعد (١٣) : آية ٣٨]
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً وَ ما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ (٣٨)
أي أرسلنا رسلا من قبلك إلى قومهم، فلم يكونوا إلا من جنسك، وكما لكم أزواج وذرية كانت لهم أزواج وذرية، ولم يكن ذلك قادحا فى صحة رسالتهم، ولا تلك العلاقات كانت شاغلة لهم.
ويقال إن من اشتغل باللّه فكثرة العيال وتراكم الأشغال لا تؤثر فى حاله ولا يضره ذلك.
قوله جل ذكره : لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ.
أي لكل شىء أجل مثبت فى كتاب اللّه وهو المحفوظ، وله وقت قسم له، وأنه لا اطلاع لأحد على علمه، ولا اعتراض لأحد على حكمه.
قوله جل ذكره :
[سورة الرعد (١٣) : آية ٣٩]
يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (٣٩)
المشيئة لا تتعلق بالحدوث، والمحو والإثبات متصلان بالحدوث.
فصفات ذات الحق - سبحانه - من كلامه وعلمه، وقوله وحكمه لا تدخل تحت المحو والإثبات، وإنما يكون المحو والإثبات من صفات فعله المحو يرجع إلى العدم، والإثبات إلى الإحداث، فهو يمحو من قلوب الزّهاد حب الدنيا ويثبت بدله الزهد فيها، كما فى خبر حارثة :«عزفت نفسى عن الدنيا فاستوى عندى حجرها وذهبها» «١».
(١) سأل النبي (ص) حارثة. لكل حق حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ فقال : عزفت نفسى عن الدنيا...... ، خرجنا هذا الحديث فى هامش سابق.