لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٢٣٦
و يقال يمحو العارفين بكشف جلاله، ويثبتهم فى وقت آخر بلطف جماله.
ويقال يمحوهم إذا تجلّى لهم، ويثبتهم إذا تعزّز عليهم.
ويقال يمحوهم إذا ردّهم إلى أسباب التفرقة لأنهم يبصرون بنعت الافتقار والانكسار، ويثبتهم إذا تجلّى لقلوبهم فيبصرون بنعت الاستبشار، ويشهدون بحكم الافتخار.
قوله جل ذكره : وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ قيل اللوح المحفوظ الذي أثبت فيه ما سبق به علمه وحكمه مما لا تبديل ولا تغيير فيه.
و يقال إنه إشارة إلى علمه الشامل لكل معلوم.
قوله جل ذكره :
[سورة الرعد (١٣) : آية ٤٠]
وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَ عَلَيْنَا الْحِسابُ (٤٠)
نفى عنه الاستعجال أمرا، و(....) «١» فى قلوبهم أنه يوشك أن يجعل الموعود جهرا.
قوله جل ذكره :
[سورة الرعد (١٣) : آية ٤١]
أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَ اللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ هُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٤١)
فى التفاسير : بموت العلماء، وفى كلام أهل المعرفة بموت الأولياء، الذين إذا أصاب الناس بلاء ومحنة فزعوا إليهم فيدعون اللّه ليكشف البلاء عنهم.
ويقال هو ذهاب أهل المعرفة حتى إذا جاء مسترشد فى طريق اللّه لم يجد من يهديه إلى اللّه.
ويقال : فى كل زمان لسان ينطق عن الحقّ سبحانه «٢»، فإذا وقعت فترة سكن ذلك اللسان - وهذا هو النقصان فى الأطراف الذي تشير إليه الآية، وأنشد بعضهم :
طوى العصران ما نشراه منى وأبلى جدتى نشر وطيّ
(١) مشتبهة.
(٢) يتصل ذلك بفكرة القطب والأوتاد والأبدال.