لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٢٨٣
عنايتنا بشأنك.. فلا عليك فيما يقولون أو يفعلون، فما العقبى إلا لك بالنصر والظفر.
قوله جل ذكره :
[سورة الحجر (١٥) : الآيات ٩٧ الى ٩٨]
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ (٩٧) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨)
و قال :«يَضِيقُ صَدْرُكَ» ولم يقل يضيق قلبك لأنه كان فى محل الشهود، ولا راحة للمؤمن دون لقاء اللّه، ولا تكون مع اللقاء وحشة.
ويقال هوّن عليه ضيق الصدر بقوله :«وَلَقَدْ نَعْلَمُ» ويقال إن ضاق صدرك بسماع ما يقولون فيك من ذمّك فارتفع «١» بلسانك فى رياض تسبيحنا، والثناء علينا، فيكون ذلك سببا لزوال ضيق صدرك وسلوة لك بما تتذكر من جلال قدرنا وتقديسنا، واستحقاق عزّنا.
قوله جل ذكره :
[سورة الحجر (١٥) : آية ٩٩]
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩)
قف على بساط العبودية معتنقا للخدمة، إلى أن تجلس على بساط القربة، وتطالب بآداب الوصلة.
ويقال التزم شرائط العبودية إلى أن ترقى بل تكفى بصفات الحرية.
ويقال فى «وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» «٢» : إن أشرف خصالك قيامك بحقّ العبودية.

_
(١) وردت هكذا ونرجح أنها فى الأصل (فارتع) فهى أكثر ملائمة للمعنى. جاء فى رسالة القشيري ص ١١١ (و فى الخبر المشهور عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم : إذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا فيها، فقيل له : وما رياض الجنة؟ فقال : مجالس الذكر.
(٢) عن العلاقة بين العبودية واليقين ينقل القشيري عن شيخه الدقاق قوله :«العبادة لمن له علم اليقين، والعبودية لمن له عين اليقين والعبودة لمن له حق اليقين» الرسالة ص ٩٩.


الصفحة التالية
Icon