لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٣٠٠
قوله جل ذكره :
[سورة النحل (١٦) : الآيات ٤٥ الى ٤٧]
أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٤٥) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٤٦) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٤٧)
العبد فى جميع أحواله عرضة لسهام التقدير، فينبغى أن يستشعر الخوف فى كلّ نفس من الإصابة بها، وألّا يأمن مكر اللّه فى أي وقت، وأكثر الأسنة تعمل فى الموطأة نفوسهم وقلوبهم على ما عوّدهم الحق من عوائد المنّة، ولكن كما قيل :
يا راقد الليل مسرورا بأوّله إنّ الحوادث قد يطرقن أسحارا «١»
قوله جل ذكره :
[سورة النحل (١٦) : آية ٤٨]
أَ وَ لَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَ الشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَ هُمْ داخِرُونَ (٤٨)
كل مخلوق من عين أو أثر، من حجر أو مدر أو غبر فلله - من حيث البرهان - ساجد، ومن حيث البيان على الوحدانية شاهد.
قوله جل ذكره :
[سورة النحل (١٦) : آية ٤٩]
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَ الْمَلائِكَةُ وَ هُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (٤٩)
ذلك سجود شهادة لا سجود عبادة، فإذا امتنعت عن إقامة الشهادة لقوم قالة، فقد شهد كل جزء منهم من حيث البرهان والدلالة.
قوله جل ذكره :
[سورة النحل (١٦) : آية ٥٠]
يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (٥٠)
يخافون اللّه أن ينزل عليهم عذابا من فوق رءوسهم.

_
(١) كان عبد الحميد المكفوف كثيرا ما يتمثل بهذا البيت في قصصه (الحيوان ج ٦ ص ٥٠٨).


الصفحة التالية
Icon