لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٤١٧
أخبر أنّك لهم من حيث الصورة والجنسية مشاكل، والفرق بينك وبينهم تخصيص اللّه - سبحانه - إياك بالرسالة، وتركه إياهم فى الجهالة.
ويقال : قل اختصاصى بما لى من (الاصطفاء) «١»، وإن كنا - أنا وأنتم - فى الصورة أكفاء.
قوله جل ذكره : فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً حمل الرجاء فى هذه الآية على خوف العقوبة ورجاء المثوبة حسن، ولكنّ ترك هذا على ظاهره أولى فالمؤمنون قاطبة يرجون لقاء اللّه.
والعارف باللّه - سبحانه - يرجو لقاء اللّه والنظر إليه والعمل الصالح الذي بوجوده يصل إلى لقائه هو صبره على لواعج اشتياقه، وأن يخلص فى عمله.
«وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ» : أي لا يلاحظ عمله، ولا يستكثر طاعته، ويتبرأ من حوله وقوّته.
ويقال العمل الصالح هنا اعتقاد (وجود الصراط ورؤيته وانتظار وقته) «٢»

_
١) هنا كلمة منبهمة فى الخط، فوضعنا كلمة (الاصطفاء) من عندنا فهى أليق بالمعنى والسياق.
(٢) هكذا في ص وليس واضحا عودة الضمير فى (رؤيته) هل هى على الصراط أم على الحق. فنحن تعلم أن القشيري شافعىّ من حيث مذهبة الفقهي، ونعلم كذلك أن الشافعي يقول : لو علم ابن إدريس أنه لا يرى ربّه يوم القيامة ما عبده.
انتهت سورة الكهف بهذا التذييل فى النسخة من.
[تمّ بعون اللّه تعالى وحسن توفيقه نصف أول از تفسير محقق إمام أبو قاسم القشيري رحمة اللّه عليه بتاريخ ١٢ شهر شوال سنة ١١٣٤].


الصفحة التالية
Icon