لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٤٥٠
بقلوبهم - ففى حال استدامة الذكر - فما هو موعود فى الآجل أكثره للحاضرين موجود فى العاجل والحاضرة لهم كالآخرة. وكذلك جعلوا من أمارات الاستقامة شهود الوقت قيامة «١».
قوله جل ذكره :
[سورة طه (٢٠) : آية ١٦]
فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى (١٦)
إذا أكرمه اللّه بحسن التنبيه، وأحضره بنعت الشهود فلا ينبغى أن ينزل عن سماء صفاته إلى جحيم أهل الغفلة فى تطوحهم فى أودية التفرقة.
قوله جل ذكره :
[سورة طه (٢٠) : آية ١٧]
وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (١٧)
كرّر عليه السؤال فى غير آية عن عصاه لمّا كان المعلوم له سبحانه فيها من إظهاره فيها عظيم المعجزة.
ويقال إنما قال ذلك لأنه صحبته هيبة المقام عند فجأة سماع الخطاب فليسكن بعض ما به من بواده الإجلال.. ردّه إلى سماع حديث العصا، وأراه ما فيها من الآيات.
ويقال لو تركه على ما كان عليه من غلبات الهيبة لعلّه كان لا يعى ولا يطيق ذلك..
فقال له : وما تلك بيمينك يا موسى؟
[سورة طه (٢٠) : الآيات ١٨ الى ٢١]
قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَ أَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (١٨) قالَ أَلْقِها يا مُوسى (١٩) فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى (٢٠) قالَ خُذْها وَ لا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى (٢١)
قال هى عصاى، وأخذ يعدّد ما له فيها من وجوه الانتفاع فقال له :
قالَ أَلْقِها يا مُوسى
(١) (فالقيامة عند هؤلاء تقوم كل يوم غير مرة بالهجر والنوى والفراق) و(جهنم الفراق أشد هولا من جهنم الاحتراق). اللطائف فى مواضع أخرى.