لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٥٠٥
توزن الأعمال بميزان الإخلاص فما ليس فيه إخلاص لا يقبل، وتوزن الأحوال بميزان الصدق فما يكون فيه الإعجاب لا يقبل، وتوزن الأنفاس بميزان (...) «١» فما فيه حظوظ ومساكنات لا يقبل.
ويقال ينتصف المظلوم من الظالم، وينتقم الضعيف من القوى.
ويقال ما كان لغير اللّه لا يصلح للقبول.
ويقال يكافئ كلا بما يليق بعمله فمن لم يرحم عباده فى دنياه لا يرحمه اللّه، ومن لم يحسن إلى عباده تقاصر عنه إحسانه، ومن ظلم غيره كوفئ بما يليق بسوء فعله.
قوله :«فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً» : أي يجازى المظلومين وينتقم من الظالمين، وينصف المظلوم من مثقال الذرة ومقياس الحبّة، وإن عمل خيرا بذلك المقدار فسيلقى جزاءه، ويجد عوضه.
قوله جل ذكره :
[سورة الأنبياء (٢١) : آية ٤٨]
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَ هارُونَ الْفُرْقانَ وَ ضِياءً وَ ذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ (٤٨)
ما آتاه الحق سبحانه للأنبياء عليهم السلام من الضياء والنّور، والحجّة والبرهان يشاركهم المستجيبون من أممهم فى الاستبصار به...
فكذلك الأكابر من هذه الأمة يشاركون نبينا - صلى اللّه عليه وسلم - فى الاستبصار بنور اليقين.
و«المتّقى» هو المجانب لما يشغله ويحجبه عن اللّه، فيتقى أسباب الحجاب وموجباتها.
(١) نرى انه قد حدث سقوط للفظة فى هذا المكان، ولا بد انها بمعنى الخلوص للّه والتجرد من كل العلائق، وربما كانت أيضا (الحقوق) أي حقوق اللّه.