لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٥١١
و قوله :«وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا» إخبار عن عين الجمع، وقوله :«إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ» :
إخبار عن عين الفرق «١».
قوله جل ذكره :
[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٧٦ الى ٧٧]
وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (٧٦) وَ نَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (٧٧)
كان نوح - عليه السلام - أطولهم عمرا، وأكثرهم بلاء. ففى القصة أنه كان يضرب سبعين مرة، وكان الرجل الهرم يحمل حفيده إليه ويقول. لا تقبل قول هذا الشيخ وكان يوصيه بمخالفته. وكان نوح - عليه السلام - يصبر على مقاساة الأذى، ويدعوهم إلى اللّه، فلمّا أيس من إيمانهم، وأوحى إليه :«أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ» «٢» دعا عليهم فقال :«رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً» «٣» فقال تعالى :«وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ....» فأزهق الشّرك وأغرق أهله.
سورة الكهف...
سورة مريم...
سوره طه...
قوله جل ذكره
[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٧٨ الى ٧٩]
وَداوُدَ وَ سُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَ كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ (٧٨) فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَ كُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَ عِلْماً وَ سَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَ الطَّيْرَ وَ كُنَّا فاعِلِينَ (٧٩)
أشركهم فى حكم النبوة وإن كان بين درجتيهما تفاوت.. ففى مسألة واحدة أثبت لسليمان - عليه السلام - بها خصوصية إذ منّ عليه بقوله :«فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ» ولم بمن عليه بشىء من الملك الذي أعطاه بمثل ما منّ عليه بذلك، وفى هذه المسألة دلالة على تصويب المجتهدين - وإن اختلفوا - إذا كان اختلافهم فى فروع الدّين حيث قال :«وَكُلًّا آتَيْنا
(١) لأن الرحمة من صفات ذاته - سبحانه، وصلاح العبد فيه شىء من كسب العبد.
(٢) آية ٣٦ سورة هود.
(٣) آية ٢٦ سورة نوح.