لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٥٢٨
«الرَّحِيمِ» يوجب ابتهاج القلوب وبه يحصل شفاء فتونهم، فعودة فتونهم فى لطف جماله كما أن موجب جنونهم فى كشف جلاله.
قوله جل ذكره :
[سورة الحج (٢٢) : آية ١]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١)«يا أَيُّهَا النَّاسُ» نداء علامة، و«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» نداء كرامة، وبكلّ واحد من القسمين يفتتح الحقّ خطابه فى السّور وذلك لانقسام خطابه إلى صفة التحذير مرة، وصفة التبصير أخرى.
والتقوى هى التحرز والاتقاء وتجنب المحظورات. وتجنب المحظورات فرض، وتجنب الفضلات والشواغل - وإن كان من جملة المباحات - نفل، فثواب الأول أكثر ولكنه مؤجّل، وثواب النّفل أقلّ ولكنه معجّل «١».
و يقال خوّفهم بقوله :«اتَّقُوا». ثم سكن ما بهم من الخوف بقوله :«رَبَّكُمْ» فإنّ سماع الربوبية يوجب الاستدامة وجميل الكفاية.
قوله :«إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ» : وتسمية المعدوم «شيئا» توسّع بدليل أنه ليس فى العدم زلزلة بالاتفاق وإن كان مطلق اللفظ يقتضيه، وكذلك القول فى تسميته «شيئا» هو توسّع.
قوله جل ذكره :
[سورة الحج (٢٢) : آية ٢]
يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَى النَّاسَ سُكارى وَ ما هُمْ بِسُكارى وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢)
لكل ذلك اليوم شغل يستوفيه، ويستغرقه، وترى الناس سكارى أي من هول ذلك
_
- ومن المفيد أن نسوق نصا لإحدى المجانين :
معشر الناس ما جننت ولكن انا سكرانة وقلبى صاح
أنا مفتونة بحب حبيب لست أبغى عن بابه من براح
(الروض الفائق ص ٣٦٢) وكتابنا (نشأة التصوف الإسلامى ط المعارف ص ١٧٨).
(١) هذا أصل يضاف إلى أصول الفقه الصوفي عند القشيري.
- ومن المفيد أن نسوق نصا لإحدى المجانين :
معشر الناس ما جننت ولكن انا سكرانة وقلبى صاح
أنا مفتونة بحب حبيب لست أبغى عن بابه من براح
(الروض الفائق ص ٣٦٢) وكتابنا (نشأة التصوف الإسلامى ط المعارف ص ١٧٨).
(١) هذا أصل يضاف إلى أصول الفقه الصوفي عند القشيري.