لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٥٤١
قوله جل ذكره :
[سورة الحج (٢٢) : آية ٣٠]
ذلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَ أُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (٣٠)
تعظيم الحرمات «١» بتعظيم أمره وتعظيم أمره بترك مخالفته.
ويقال من طلب الرضا بغير رضى اللّه لم يبارك له فيما آثره من هواه على رضى مولاه، ولا محالة سيلقى سربعا غبّه «٢».
ويقال تعظيم حرماته بالغيرة على إيمانه (و ما فجر صاحب حرمة قط «٣»).
ويقال ترك الخدمة يوجب العقوبة، وترك الحرمة يوجب الفرقة.
ويقال كلّ شىء من المخالفات فللعفو فيه مساغ وللأمل إليه طريق، وترك الحرمة على خطر ألا يغفر.. وذلك بأن يؤدى ثبوته بصاحبه إلى أن يختلّ دينه وتوحيده.
قوله جل ذكره : وَ أُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ.
فالخنزير من جملة المحرمات، وكذلك النطيحة والموقوذة، وما يجىء تفصيله فى نصّ الشرع.
قوله جل ذكره : فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ.
«مَنْ» هاهنا للجنس لا للتبعيض، وهوى كلّ من اتبعه معبوده، وصنم كلّ أحد نفسه.
«وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ» : ومن جملة ذلك قول اللسان بما لا يساعده قول القلب ونطقه، ومن عاهد اللّه بقلبه ثم لا يفى بذلك فهو من جملة قول الزور.
قوله جل ذكره :
[سورة الحج (٢٢) : آية ٣١]
حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (٣١)

_
(١) هكذا في م وفى ص (الجهات) ونرجح الأول حيث وردت فى الآية.
(٢) هكذا في م وفى ص (نحبه) ونرجح (غبه) بمعنى عاقبته.
(٣) هكذا فى م وفى ص (و ما فجر صاحب ظلمة فظ) والعبارة الأولى أقرب إلى المعنى.


الصفحة التالية
Icon