لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٥٥٠
و يقال إقامة الصلاة الوفاء بأدائها فتعلم - بين يدى اللّه - من أنت، ومن تناجى، ومن الرقيب عليك، ومن القريب منك.
و قوله :«وَآتَوُا الزَّكاةَ» : الأغنياء منهم يوفون بزكاة أموالهم، وفقراؤهم يؤتون زكاة أحوالهم فزكاة الأموال عن كل مائتين خمسة للفقراء والباقي لهم، وزكاة الأحوال أن يكون من مائتى نفس تسعة وتسعون ونصف جزء ومائة للّه، ونصف جزء من نفس - من المائتين - لك.. وذلك أيضا علّة «١» قوله «وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ» : يبتدئون فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بأنفسهم ثم بأغيارهم، فإذا أخذوا فى ذلك لم يتفرغوا من أنفسهم إلى غيرهم.
ويقال «الأمر بالمعروف» حفظ الحواس عن مخالفة أمره، ومراعاة الأنفاس معه إجلالا لقدره.
ويقال الأمر بالمعروف على نفسك، ثم إذا فرغت من ذلك تأخذ فى نهيها عن المنكر ومن وجوه المنكر الرياء والإعجاب والمساكنة والملاحظة.
قوله جل ذكره :
[سورة الحج (٢٢) : الآيات ٤٢ الى ٤٤]
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ عادٌ وَ ثَمُودُ (٤٢) وَ قَوْمُ إِبْراهِيمَ وَ قَوْمُ لُوطٍ (٤٣) وَ أَصْحابُ مَدْيَنَ وَ كُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٤٤)
فى الآيات تسلية للنبى - صلى اللّه عليه وسلم، وأمر حتم عليه بالصبر على مقاساة ما كان يلقاه من قومه من فنون البلاء وصنوف الأسواء «٢».
(١) لأنه ينبغى الا تكون لك فى نفسك بقية على الإطلاق، ويجب أن تكون بكليتك للحق.
(٢) أسواء - جمع سوء.