لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٥٦٦
أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة بحكم الإتمام، ونعت الاستدامة، وجميل الاستقامة.
والاعتصام باللّه التبري من الحول والقوة، والنهوض بعبادة اللّه باللّه للّه. ويقال الاعتصام باللّه التمسك بالكتاب والسنة. ويقال الاعتصام باللّه حسن الاستقامة بدوام الاستعانة.
«هُوَ مَوْلاكُمْ» : سيدكم وناصركم والذي لا خلف عنه.
«فَنِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ» نعم المولى : إخبار عن عظمته، ونعم النصير : إخبار عن رحمته.
ويقال إن قال لأيوب :«نِعْمَ الْعَبْدُ» «١» ولسليمان «نِعْمَ الْعَبْدُ» «٢» فلقد قال لنا «فَنِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ»، ومدحه لنفسه أعزّ وأجلّ من مدحه لك.
و يقال «فَنِعْمَ الْمَوْلى » : بدأك بالمحبة قبل أن أحببته، وقبل أن عرفته أو طلبته أو عبدته.
«وَنِعْمَ النَّصِيرُ» : إذا انصرف عنك جميع من لك فلا يدخل القبر معك أحد كان ناصرك، ولا عند السؤال أو عند الصراط.
السورة التي يذكر فيها المؤمنون
قوله جل ذكره : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الاسم اشتقاقه من السمو، وللمسمى بهذا الاسم استحقاق العلو، فالاسم اسم لسموّه من القدم، والحقّ حقّ لعلوّه بحق القدم.
ويقال من عرف «بِسْمِ اللَّهِ» سمت همّته عن المرسومات، ومن أحبّ بسم اللّه صفت حالته عن مساكنة الموهومات..
اسم من طلبه نسى من الدارين أربه، ومن عرفه وجد بقلبه مالا يعرف سببه.

_
(١) «إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ» آية ٤٤ سورة ص.
(٢) «وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ» آية ٣٠ سورة ص.


الصفحة التالية
Icon