لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٩٧
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : آية ٤٠]
وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَ رَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (٤٠)
فأمّا الذين آمنوا فهم الذين كحل الحقّ أبصار قلوبهم بنور اليقين، والذين لم يؤمنوا فهم الذين وسم قلوبهم بالعمى فزلّوا - بالضلالة - عن الهدى.. تلك سنّة اللّه فى الطائفتين، ولن تجد لسنّة اللّه تحويلا.
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : آية ٤١]
وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَ أَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٤١)
برح الخفاء، واستبانت الحقائق، وامتاز «١» الطريقان، فلا المحسن بجرم المسيء معاقب، ولا المسيء بجرم المحسن معاتب، كلّ على حدة بما يعمله وعلى ما يفعله محاسب.
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : آية ٤٢]
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَ لَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ (٤٢)
من استمع بتكلفه ازداد فى تخلّفه بزيادة تصرفه، ومن استمع الحقّ بتفضّله - سبحانه - استغنى فى إدراكه عن تعمّله. والحقّ - سبحانه - يسمع أولياءه ما يناجيهم به فى أسرارهم، فإذا سمعوا دعاء الواسطة «٢» قابلوه بالقبول لما سبق لهم من استماع الحقّ.
ومنعدم استماع الحقّ إياه من حيث التفهيم لم يزده سماع الخلق إلا جحدا على جحد، ولم يحظ به إلا بعدا على بعد.
قوله جل ذكره :
[سورة يونس (١٠) : آية ٤٣]
وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَ فَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَ لَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (٤٣)
من سدّت بصيرته بالغفلة والغيبة لم يزده إدراك البصر إلا حجبة على حجية، ومن

_
(١) (امتاز) هنا معناها اتضح الفرق بينهما.
(٢) المقصود بالواسطة النبي عليه الصلاة والسلام.


الصفحة التالية
Icon