لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ١٠
فذكر صفته - سبحانه وتعالى - بأنّه إله ما في السماوات والأرض، فأخذ فى التعجب، وقال :
[سورة الشعراء (٢٦) : الآيات ٢٥ الى ٢٦]
قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَ لا تَسْتَمِعُونَ (٢٥) قالَ رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٢٦)
قال موسى :«رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ» فحاد فرعون عن سنن الاستقامة في الخطاب، وأخذ في السفاهة قائلا :
[سورة الشعراء (٢٦) : آية ٢٧]
قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (٢٧)
لأنه «١» يزعم أنّ هناك إلها غيره. ولم يكن في شىء مما يجرى من موسى - عليه السلام - أو مما يتعلّق به وصف جنون. ولم يشغل بمجاوبته في السفاهة فقال :
[سورة الشعراء (٢٦) : آية ٢٨]
قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ ما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (٢٨)
أي إن كنتم من جملة من له عقل وتمييز. فقال فرعون :
[سورة الشعراء (٢٦) : آية ٢٩]
قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (٢٩)
مضى فرعون يقول :
لأفعلنّ، ولأصنعنّ | إن اتخذت إلها غيرى. وجرى ما جرى ذكره وشرحه في غير موضع. |
(١) أي موسى عليه السلام.
(٢) البزة الهيئة أو الشارة.