لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ١٣٥
قوله جل ذكره :
[سورة لقمان (٣١) : آية ٢٧]
وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٧)
لو أنّ ما في الأرض من الأشجار أقلام والبحار كانت مدادا، وبمقدار ما يقابله تنفق القراطيس، ويتكلّف الكتّاب حتى تتكسر الأقلام، وتفنى البحار، وتستوفى القراطيس، وتفنى أعمار الكتّاب.. ما نفدت معانى مالنا معك من الكلام، والذي نسمعك فيما نخاطبك به لأنك معنا أبد الأبد، والأبديّ من الوصف لا يتناهى.
ويقال إن كان لك معكم كلام كثير فما عندكم ينفذ وما عند اللّه باق :
صحائف عندى للعتاب طويتها ستنشر يوما والعتاب يطول قوله جل ذكره :
[سورة لقمان (٣١) : آية ٢٨]
ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٢٨)
إيجاد القليل أو الكثير عليه وعنده سيّان فلا من الكثير مشقة وعسر، ولا من القليل راحة ويسر، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له :«كُنْ فَيَكُونُ» «١» يقوله بكلمته ولكنه يكوّنه بقدرته، لا بمزاولة جهد، ولا باستفراغ وسع، ولا بدعاء خاطر، ولا بطروء غرض.
قوله جل ذكره :
[سورة لقمان (٣١) : آية ٣٠]
ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٣٠)
«اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ» : الكائن الموجود، محقّ الحقّ «٢»، وما يدعون من دونه الباطل :
من العدم ظهر ومعه جواز العدم «٣».
(١) آية ٨٢ سورة يس.
٢) فى ص جاء بعدها (و ما يدعونه هو التلاوة) ويقول مجاهد، إنه الشيطان. ويقال : ما أشركوا به اللّه تعالى من الأصنام والأوثان..
(٣) شغلت قضية (الحق والباطل) أصحاب وحدة الوجود. ورأى القشيري هنا يصلح عند المقارنة بين أرباب وحدة الشهود وأرباب وحدة الوجود في شأن هذين الاصطلاحين.