لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ١٤٤
إنما تقرّ عينك برؤية من تحبه، أو ما تحبه فطالب قلبك وراع حالك : فيحصل اليوم سرورك، وكذلك غدا.. وعلى ذلك تحشر ففى الخبر :
«من كان بحالة لقى اللّه بها».
ثم إنّ وصف ما قال اللّه سبحانه إنه لا يعلمه أحد - محال، اللهم أن يقال : إنها حال عزيزة، وصفة جليلة.
قوله جل ذكره :
[سورة السجده (٣٢) : آية ١٨]
أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (١٨)
«١» أ فمن كان في حال الوصال يجرّ أذياله كمن هو في مذلة الفراق يقاسى وباله؟
أ فمن كان في روح القربة ونسيم الزلفة كمن هو في هول العقوبة يعانى مشقة الكلفة؟
أ فمن هو في روح إقبالنا عليه كمن هو في محنة إعراضنا عنه؟
أ فمن بقي معنا كمن بقي عنّا؟
أ فمن هو في نهار العرفان وضياء الإحسان كمن هو في ليالى الكفران ووحشة العصيان؟
أ فمن أيّد بنور البرهان وطلعت عليه شموس العرفان كمن ربط بالخذلان ووسم بالحرمان؟ لا يستويان ولا يلتقيان! قوله جل ذكره :
[سورة السجده (٣٢) : الآيات ١٩ الى ٢٠]
أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٩) وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَ قِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٠)
«الَّذِينَ آمَنُوا» : صدّقوا، «وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» : بما حققّوا - فلهم حسن الحال، وحميد المآل وجزيل المنال، وأما الذين كدّوا وجحدوا، وفي معاملاتهم أساءوا
(١) عن ابن عباس : أن الوليد بن عقبة قال لعل بن أبى طالب : أنا أحدّ منك سنانا، وأبسط منك لسانا، وأملأ للكتيبة منك، فقال عليّ :
اسكت فإنما أنت فاسق | فنزلت الآية (الواحدي ص ٢٣٦). |