لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ١٤٧
الغوي، والعدو من الوليّ... فكم من بهجة دامت هنالك! وكم من مهجة ذابت عند ذلك! قوله جل ذكره :
[سورة السجده (٣٢) : آية ٢٦]
أَ وَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَ فَلا يَسْمَعُونَ (٢٦)
أو لم يعتبروا بمنازل أقوام كانوا في حبرة فصاروا عبرة، كانوا في سرور فآلوا إلى ثبور فجميع ديارهم ومزارهم صارت لأغيارهم، وصنوف أموالهم عادت إلى أشكالهم، سكنوا فى ظلالهم ولم يعتبروا بمن مضى من أمثالهم، وكما قيل :
نعمة كانت على قو م زمانا تم بانت
هكذا النعمة والإح سان مذ كان وكانت
قوله جل ذكره :
[سورة السجده (٣٢) : آية ٢٧]
أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَ أَنْفُسُهُمْ أَ فَلا يُبْصِرُونَ (٢٧)
«١» الإشارة فيه : تسقى حدائق وصلهم بعد جفاف عودها، وزوال المأنوس من معهودها، فيعود عودها مورقا بعد ذبوله، حاكيا بحاله حال حصوله.
قوله جل ذكره :
[سورة السجده (٣٢) : الآيات ٢٨ الى ٢٩]
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٨) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ (٢٩)
.

_
١) يقول الزمخشري (الجرز) الأرض التي جزر نباتها أي قطع، إما لعدم الماء وإما لأنه رعى وأزيل، ولا يقال التي لا تنبت كالسباخ جرز، ويدل عليه قوله تعالى «فنخرج به زرعا».
وقال عكرمة : هى الأرض الظمأى.
ويحاول بعضهم أن يطلقها على مكان بعينه (ابن عباس : أرض باليمن) ومجاهد :(أرض النيل).


الصفحة التالية
Icon