لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ١٥
قوله جل ذكره :
[سورة الشعراء (٢٦) : آية ٨٤]
وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (٨٤)
فى التفاسير :«لِسانَ صِدْقٍ» : أي ثناء حسنا على لسان أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم.
ويقال لا أذكرك إلا بك، ولا أعرفك إلا بك.
ويقال أن أذكرك ببيان آلائك «١»، وأذكرك بعد قبض روحى إلى الأبد بذكر مسرمد.
ويقال أذكرنى على لسان المخبرين عنك.
قوله جل ذكره :
[سورة الشعراء (٢٦) : آية ٨٦]
وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ (٨٦)
على لسان العلماء : قاله بعد يأسه من إيمان أبيه، وأمّا على لسان الإشارة فقد ذكره فى وقت غلبات البسط، ويتجاوز ذلك عنهم «٢».
وليست إجابة العبد واجبا على اللّه في كل شى ء، فإذا لم يجب فإنّ للعبد سلوة في ذكر أمثال هذا الخطاب، وهذا لا يهتدى إليه كلّ أحد.
قوله جل ذكره :
[سورة الشعراء (٢٦) : آية ٨٧]
وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧)
أي لا تخجلنى بتذكيرى خلّتى، فإنّ شهود ما من العبد - عند أرباب القلوب وأصحاب الخصوص - أشدّ عقوبة «٣».
قوله جل ذكره :
[سورة الشعراء (٢٦) : الآيات ٨٨ الى ٨٩]
يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ (٨٨) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)
قيل :«القلب السليم» اللديغ.
وقيل هو الذي سلم من الضلالة ثم من البدعة ثم من الغفلة ثم من الغيبة ثم من الحجبة ثم من المضاجعة ثم من المساكنة ثم من الملاحظة. هذه كلها آفات «٤»، والأكابر سلموا منها، والأصاغر امتحنوا بها.
(١) وردت (الآية) ونرجح أن الناسخ قد أخطأ في النقل، فأثبتنا (آلائك) أي نعمك لأنها أقرب إلى السياق.
(٢) معنى هذا أن القشيري يرى اغتفار ما ينطق به الصوفي من أقوال وهو في حال الانمحاء.
(٣) لأن شهود ما من العبد معناه أن التوحيد مازال يشوبه كدر الغيرية. [.....]
(٤) يفيد ذكر هذه الآفات على هذا النحو من الترتيب والدقة أجل فائدة عند دراسة المصطلح الصوفي - خصوصا وأن هذه المصطلحات لم ترد علىّ هذا النحو في الفصل الذي خصصه القشيري لهذا الموضوع في الرسالة.