لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ١٥٠
التقوى لجام يكبحك عمّا لا يجوز، زمام يقودك إلى ما تحب، سوط يسوقك إلى ما أمرت به، شاخص يحملك على القيام بحقّ اللّه، حرز يعصمك من توصل أعدائك إليك، عوذة تشفيك من داء الخطأ.
التقوى وسيلة إلى ساحات كرمه، ذريعة تتوسل بها إلى عقوة جوده.
قوله جل ذكره :
[سورة الأحزاب (٣٣) : آية ٢]
وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (٢)
اتبع ولا تبتدع، واقتد بما نأمرك به، ولا تهتد باختيارك غير ما نختار لك، ولا تعرّج في أوطان الكسل، ولا تجنحّ إلى ناحية التواني، وكن لنا لا لك، وقم بنا لا بك.
قوله جل ذكره :
[سورة الأحزاب (٣٣) : آية ٣]
وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (٣)
انسلخ عن إمابك، واصدق في إيابك إلينا، وتشاغل عن حسبانك معنا، واحذر ذهابك عنا، ولا تقصّر في خطابك معنا.
ويقال التوكل تحقّق ثم تخلّق ثم توثق ثم تملق تحقق في العقيدة، وتخلق بإقامة الشريعة، وتوثق بالمقسوم من القضية، وتملّق بين يديه بحسن العبودية.
و يقال التوكل تحقّق وتعلق وتخلق : تحقّق باللّه وتعلّق باللّه ثم تخلق بأوامر اللّه.
ويقال التوكل استواء القلب في العدم والوجود.
قوله جل ذكره :
[سورة الأحزاب (٣٣) : آية ٤]
ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَ ما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَ ما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَ اللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤)
القلب إذا اشتغل بشىء شغل عما سواه، فالمشتغل بما من العدم منفصل عمن له القدم، وللتصل بقلبه بمن نعته القدم مشتغل عمّا من العدم.. والليل والنهار لا يجتمعان، والغيب والغير لا يلتقيان.
«وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ