لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٢٠٨
لا حياة يتمتعّون بها، ولا موت يستريحون به، وهم مقيمون في العذاب والحجاب، لا يفتر عنهم العذاب، ولا ترفع عنهم العقوبة.
«وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَ جاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ» يقولون :«رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ»، فيقال لهم أو لم نعمركم... ؟
أما جاءكم النذير قبل أن تبلغوا زمان المشيب؟
و يقال : ألم تستوفوا مدة الإمهال في النظر؟
«وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ» : الرسل، ويقال ضعف الشيخوخة، ويقال سقوط السّنّ، ويقال تقوّس الظّهر.
قوله جل ذكره :
[سورة فاطر (٣٥) : آية ٣٨]
إِنَّ اللَّهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٣٨)
أي عالم بإخلاص المخلصين، وصدق الصادقين، ونفاق المنافقين، وجحد الكافرين.
عالم بمن يريد بالناس السوء وبمن يحسن باللّه الظنّ.
قوله جل ذكره :
[سورة فاطر (٣٥) : آية ٣٩]
هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَ لا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَ لا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَساراً (٣٩)
أهل كلّ عصر خليف عمن تقدمهم فمن قوم هم لسلفهم حمال «١»، ومن قوم هم أراذل وأنذال فالأفاضل زمانهم لهم محنة، والأراذل هم لزمانهم محنة. وقد قالوا :
(١) الحمال الدية أو الغرامة يحملها قوم عن قوم (الوسيط).