لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٢٣٣
[سورة الصافات (٣٧) : الآيات ٤٣ الى ٤٦]
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٤٣) عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٤) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥) بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦)
يستأنس بعضهم برؤية بعض، ويستروح بعضهم إلى لقاء بعض.
«يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ» شراب يوجب لهم الطّرب ولا وحشة هناك، شرابا يحضرهم ولا يسكرهم، لأنه قال :
[سورة الصافات (٣٧) : الآيات ٤٧ الى ٤٩]
لا فِيها غَوْلٌ وَ لا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (٤٧) وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (٤٨) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (٤٩)
فلا تغتال عقولهم، ولا تزيل حشمتهم، ولا ترفع عنهم هيبتهم فقوم يشربون وهم بوصف الستر، وآخرون يسقون في الحضور - وهم على نعت القرب.
«وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ» لا ينظرن إلى غير الوليّ «١»، ثم الوليّ قد ينظر إليهن، وفيهم من لا ينظر إليهن :
جننّا بليلى وهي جنّت بغيرنا وأخرى بنا مجنونة لا نريدها
قوله جل ذكره :
[سورة الصافات (٣٧) : الآيات ٥٠ الى ٥٥]
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٥٠) قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣) قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤)
فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ (٥٥)
يتذاكرون فيما بينهم، ويذكرون من معارفهم من لا يؤمن باللّه، وما آمن به المؤمنون فيخلق اللّه لهم إطلاعا عليه وهم في النار يحترقون.
قوله جل ذكره :
[سورة الصافات (٣٧) : الآيات ٥٦ الى ٥٧]
قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَ لَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧)

_
(١) المقصود به هنا الزوج، أي نساء قد قعسرن طرفهن على أزواجهن.


الصفحة التالية
Icon