لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٢٤٠
فى الحال وكذلك كانت حالة النبيّ صلى اللّه عليه وسلم في حال حديث الإفك، وكذلك حالة أيوب عليه السلام وإنما يتبيّن الأمر بعد ظهور آخر المحنة وزوالها، وإلّا لم تكن حينئذ محنة [إلّا أنه يكون في حال البلاء إسبال يولى مع مخامرة المحنة]»
و لكن مع استعجام الحال واستبهامه، إذ لو كشف الأمر على صاحبه لم يكن حينئذ بلاء قال تعالى :- «إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ وَ فَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ» قيل كان فداء الذبيح يربّى في الجنة قبله بأربعين خريفا.
والناس فى «الْبَلاءُ» على أقسام : فبلاء مستعصب وذلك صفة العوام، وبلاء مستعذب وذلك صفة من يستعذبون بلاياهم، كأنهم لا ييأسون حتى إذا قتلوا.
قوله جل ذكره :
[سورة الصافات (٣٧) : آية ١١٢]
وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٢)
و كلّ هذا بعد البلاء قال تعالى :«إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً».
قوله جل ذكره :
[سورة الصافات (٣٧) : الآيات ١١٤ الى ١١٨]
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَ هارُونَ (١١٤) وَ نَجَّيْناهُما وَ قَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (١١٥) وَ نَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (١١٦) وَ آتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ (١١٧) وَ هَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (١١٨)
منّ عليهما بالنبوة، وبالنجاة من فرعون وقومه، وبنصرته عليهم.
«وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ» يعنى التوراة.
«وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» بالتبري عن الحوّل والقوة، وشهود عين التوحيد.
«وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى مُوسى وَ هارُونَ».
ثم قال جل ذكره :
[سورة الصافات (٣٧) : آية ١٢٣]
وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣)
«إِلْياسَ» : قيل هو إدريس، وقيل غيره، وكان بالشام، واسم صنمهم «بعل»،
(١) ما بين القوسين موجود في ص وساقط في م.