لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٢٥٧
فقال :«لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي» لا لأنه بخل به على نبيّنا صلى اللّه عليه وسلم ولكن لعلمه أنه لا ينظر إلى ذلك.
قوله جل ذكره :
[سورة ص (٣٨) : آية ٣٦]
فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ (٣٦)
شكر اللّه سعيه، وسخّر له الريح بدلا من الأفراس فلا يحتاج في إمساكها إلى العلف والمؤن.
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٣٧ الى ٣٩]
وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَ غَوَّاصٍ (٣٧) وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (٣٨) هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (٣٩)
كما سخّرنا له الشياطين.
ثم قال :«هذا عَطاؤُنا..» أي فأعط أو أمسك، واحفظ وليس عليك حساب.
والمشي في الهواء للأولياء، وقطع المسافات البعيدة في مدة يسيرة مما يعلم وجوده قطعا في هذه الأمة - وإن لم يعلمه الأفراد والآحاد على التعيين. وإظهاره على خدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لشرفه يدلّ على أن مقامه - صلى اللّه عليه وسلم - أشرف «١».
قوله جل ذكره :
[سورة ص (٣٨) : آية ٤١]
وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَ عَذابٍ (٤١)
أي بما كان يوسوس إليه بتذكيره إياه ما كان به من البليّة، وقيل لما كان قال (أي الشيطان) لامرأته : اسجدي لى حتى أردّ عليكم ما سلبتكم.
ويقال إن سبب ابتلائه أنه استعان به مظلوم فلم ينصره.. فابتلى.
ويقال استضاف الناس يوما فلمّا جاءه ابن فقير منعه من الدخول.
(١) من مبادئ نظرية القشيري في الكرامة : أن كرامة الولي فرع لمعجزة النبي الذي ينتمى الولي إلى أمته، فكل شرف للولى هو في الأصل شرف للنبى وآية حظوته ورتبته.