لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٢٨٩
أو يقول : لو أنّ اللّه هدانى لكنت كذا، ويقول آخر : لو أنّ لى كرّة فأكون كذا، فيقول الحقّ - سبحانه :
[سورة الزمر (٣٩) : آية ٥٩]
بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَ اسْتَكْبَرْتَ وَ كُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (٥٩)
فذق من العذاب ما على جرمك استوجبت.
قوله جل ذكره :
[سورة الزمر (٣٩) : آية ٦٠]
وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠)
هؤلاء الذين ادّعوا أحوالا ولم يصدقوا فيها، وأظهروا المحبة للّه ولم يتحققوا بها، وكفاهم افتضاحا بذلك! وأنشدوا :
و لمّا ادّعيت الحبّ قالت كذبتنى فمالى أرى الأعضاء منك كواسيا؟!
فما الحبّ حتى تنزف العين بالبكا وتخرس حتى لا تجيب المناديا «١»
قوله جل ذكره :
[سورة الزمر (٣٩) : آية ٦١]
وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١)
كما وقاهم - اليوم - عن المخالفات، حماهم - غدا - من العقوبات، فالمتقون فازوا بسعادة الدارين اليوم عصمة، وغدا نعمة. اليوم عناية وغدا حماية وكفاية.
قوله جل ذكره :
[سورة الزمر (٣٩) : آية ٦٢]
اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢)
.

_
(١) ورد الشاهد الشعرى في الرسالة ص ١٦٠ هكذا : البيت الأول مطابق، والثاني هكذا ومتبوعا بثالث :-
فما الحب حتى يلصق القلب بالحشا وتذبل حتى لا تجيب المناديا
و تنحل حتى لا يبقى لك الهوى سوى مقلة تبكى بها وتناجيا
و قد أورده صاحب اللمع على هذا النحو (اللمع ص ٣٢١).


الصفحة التالية
Icon