لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٣٣٧
استئصالهم، ولأذقناهم في الحال وبالهم «١».
قوله جل ذكره :
[سورة فصلت (٤١) : آية ٤٦]
مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٤٦)
«فَلِنَفْسِهِ» لأن النفع عائد إليه. ومن عمل عملا سيئا فإنما ظلم نفسه، وأساء إليها لأنه هو الذي يقاسى ضرّه ويلاقى شرّه.
قوله جل ذكره :
[سورة فصلت (٤١) : آية ٤٧]
إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ ما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَ ما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَ لا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَ يَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧)
لمّا استعجلوا وقالوا : متى تقوم هذه القيامة التي يتوعّدنا بها؟ قال اللّه تعالى : إنّ علم القيامة ينفرد به الحقّ فلا يعلمه غيره، فكما لا يعلم أحد ما الذي يخرج من الأشجار من الثمار، وما الذي تنطوى عليه أرحام النساء من أولادها ذكورا وإناثا، وما هم عليه من أوصاف الخلقة، وما يحصل من الحيوانات من نتاجها - فلا يعلم هذه الأشياء إلا اللّه - فكذلك لا يعلم أحد متى تقوم القيامة.
«وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي..» : يتبرءون من شركائهم، ولكن في وقت لا تنفعهم كثرة ندمهم وبكائهم.
قوله جل ذكره :
[سورة فصلت (٤١) : آية ٤٩]
لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَ إِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ (٤٩)
.

_
(١) فى موضع سبق أوضح القشيري أنه ربما كان من أسباب الحكمة الإلهية في تأخير عقوبة أمة النبي «ص» - كما حدث للأمم السابقة - هو تأخير العذاب بسبب ما يخرج من أصلابهم من المؤمنين.


الصفحة التالية
Icon