لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٣٥٠
قوله جل ذكره :
[سورة الشورى (٤٢) : آية ٢١]
أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَ لَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢١)
«ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ» : أي ليس ذلك مما أمر به، وإنما هو افتراء منهم.
«وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ».. أي ما سبق به الحكم بتأخير العقوبة إلى القيامة..
[سورة الشورى (٤٢) : آية ٢٢]
تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَ هُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٢٢)
إذا حصل الإجرام فإلى وقت ما لا يعذّبهم اللّه في الغالب، ولكنه لا محالة يعذبهم وربما يثبت ذلك لبعض أصحاب القلوب فيتأسفون، ويعلمون أنّ ذلك من اللّه لهم معجّلّ قد أصابهم، أمّا الكفار..
فغدا يشفقون مما يقع بهم عند ما يقرءونه في كتابهم، لأنّ العذاب - لا محالة - واقع بهم.
«وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ» : فى الدنيا جنان الوصلة، ولذاذة الطاعة والعبادة، وطيب الأنس في أوقات الخلوة. وفي الآخرة في روضات الجنة :«لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ» : إن أرادوا دوام اللطف دام لهم، وإن أرادوا تمام الكشف كان لهم.. ذلك هو الفضل الكبير.
قوله جل ذكره :
[سورة الشورى (٤٢) : آية ٢٣]
ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (٢٣)
ذلك الذي يبشّر اللّه عباده قد مضى ذكره في القرآن متفرقا من أوصاف الجنة وأطايبها، وما وعد اللّه من المثوبة.. ونحو ذلك.
«قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ».
قل - يا محمد - لا أسألكم عليه أجرا. من بشّر أحدا بالخير طلب عليه أجرا، ولكنّ اللّه - وقد بشّر المؤمنين على لسان نبيّه بما لهم من الكرامات الأبدية - لم يطلب عليه أجرا


الصفحة التالية
Icon