لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٠٤
أصلح حالهم، فالكفر للأعمال محبط، والإيمان للتخليد «١» مسقط.
ويقال : الذين اشتغلوا بطاعة اللّه، ولم يعملوا «٢» شيئا مما خالف اللّه - فلا محالة - نقوم بكفاية اشتغالهم باللّه.
قوله جل ذكره :
[سورة محمد (٤٧) : آية ٣]
ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَ أَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ (٣)
أي يضرب أمثال هؤلاء لحسناتهم، وأمثال هؤلاء لسيئاتهم.
ويكون اتباع الحقّ بموافقة السّنّة، ورعاية حقوق اللّه، وإيثار رضاه، والقيام بطاعته.
و يكون اتباع الباطل بالابتداع، والعمل بالهوى، وإيثار الحظوظ، وارتكاب المعصية.
قوله جل ذكره :
[سورة محمد (٤٧) : الآيات ٤ الى ٦]
فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَ لكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (٤) سَيَهْدِيهِمْ وَ يُصْلِحُ بالَهُمْ (٥) وَ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (٦)
إذا حصل الظّفر بالعدوّ فالعفو عنهم وترك المبالغة في التشديد عليهم - للندم موجب، وللفرصة تضييع بل الواجب إزهاق نفوسهم، واستئصال أصولهم، واقتلاع شجرهم من أصله.
وكذلك العبد إذا ظفر بنفسه فلا ينبغى أن يبقى بعد انتفاش شوكها بقية من الحياة، فمن وضع عليها إصبعا بثّت سمّها فيه «٣».
«فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمَّا فِداءً» ذلك إذا رجا المسلمون في ذلك غبطة أو فائدة مثل إفراج

_
(١) العذاب المؤيد.
(٢) هكذا في م وهي في ص (و لم يعلموا) وهي خطأ من الناسخ. [.....]


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
(٣) ذلك لأن نفسك التي بين حنبيك هي أعدى أعدائك، وجهادها هو الجهاد الأكبر لأنها تقودك إلى دواعى الهوى، وفي ذلك عند الصوفية شرك خفى.