لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤١٥
«لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ» : بالرياء والإعجاب والملاحظة.
«لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ» : بالمساكنة إليها. «وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ» بطلب الأعواض عليها.
«لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ» : بتوهمكم أنه يجب بها شىء دون فضل اللّه «١».
قوله جل ذكره :
[سورة محمد (٤٧) : آية ٣٥]
فَلا تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللَّهُ مَعَكُمْ وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (٣٥)
أي لا تميلوا إلى الصلح مع الكفار وأنتم الأعلون بالحجة «٢».
أنتم الأعلون بالنصرة. قوله «وَاللَّهُ مَعَكُمْ». أي بالنصرة ويقال : لا تضعفوا بقلوبكم، وقوموا باللّه لأنكم - واللّه معكم - لا يخفى عليه شىء منكم، فهو على الدوام يراكم.
ومن علم أنّ سيّده يراه يتحمل كلّ مشقة مشتغلا برؤيته :
«وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ» أي لا ينقصكم أجر أعمالكم.
قوله جل ذكره :
[سورة محمد (٤٧) : آية ٣٦]
إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَ لا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (٣٦)
تجنبوا الشّرك والمعاصي حتى يفيكم أجوركم.
واللّه لا يسألكم من أموالكم إلا اليسير منها وهو مقدار الزكاة «٣».
[سورة محمد (٤٧) : آية ٣٧]
إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَ يُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (٣٧)

_
(١) هذه الإشارة موجهة إلى الذين يزعمون أن الطاعة توجب على اللّه الثواب. ويرى القشيري أنه لا وجوب على اللّه فكل شىء من فضله لأن طاعة العبد لا توجب للّه زينا، ومعصيته لا تلحق به سبحانه شينا. والله «يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ».
(٢) عند هذا الحد انتهت النسخة م، ولذا فإننا نعتمد على النسخة ص في بقية السورة، وهي مساحة كبيرة.
(٣) وهي على حد تعبير سفيان بن عيينه : غيض من فيض.


الصفحة التالية
Icon