لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٣٣
«أَشِدَّاءُ». جمع شديد، أي فيهم صلابة مع الكفار.
«رُحَماءُ». جمع رحيم، وصفهم بالرحمة والتوادّ فيما بينهم.
«... تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ رِضْواناً» تراهم راكعين ساجدين يطلبون من اللّه الفضل والرضوان.
«... سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ» أي علامة التخشع التي على الصالحين.
ويقال : هى في القيامة يوم تبيضّ وجوه، وأنهم يكونون غدا محجلين.
وقد قال صلى اللّه عليه وسلم :«من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار» «١» ويقال في التفسير :«مَعَهُ» أبوبكر، و«أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ» عمر و«رُحَماءُ بَيْنَهُمْ» :
عثمان، و«تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً» عليّ رضى اللّه عنهم «٢» وقيل : الآية عامة في المؤمنين.
«ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ».
هذا مثلهم في التوراة، وأمّا مثلهم في الإنجيل فكزرع «٣» أخرج شطأه أي : فراخه.
١) جاء في سنن ابن ماجة : حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحى قال «حدثنا ثابت بن موسى عن شريك عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :«من كثرت صلاته...» وقال ابن العربي : هو مدسوس على وجه الغلط.
(٢) هكذا في م أما في ص فلم يرد ذكر الصحابة رضوان اللّه عليهم سوى الجزء الأخير الخاص بعلى كرم اللّه وجهه، وقد يمكن لو تذكرنا ما جاء في هامش ص ٤٢٥ - أن نستنبط أن ناسخ ص - الذي هو فارسى الأصل كما قلنا فى مدخل الكتاب - ربما كان شيعيا.
(٣) فعل هذا يجوز الوقف على (التوراة) ثم يستأنف الكلام فيكون هناك مثلان. وقال مجاهد : هو مثل واحد. وعند النسفي : مكتوب في الإنجيل : سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر (ح ٤ ص ١٦٤).