لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٦٠
أقول - وقد رأيت لها سحابا من الهجران مقبلة إلينا
و قد سحّت عزاليها «١» ببين حوالينا الصدود ولا علينا
و كما قد يحمل الملّاح بعض الفقراء بلا أجرة طمعا في سلامة السفينة - فهؤلاء «٢» يرجون أن يحملوا في فلك العناية «٣» فى بحار «٤» القدرة عند تلاطم الأمواج حول السفينة.
ومن الملائكة من يتنزّل لتفقد أهل الوصلة، أو لتعزية أهل المصيبة، أو لأنواع من الأمور تتصل بأهل هذه القصة، فهؤلاء القوم يسألونهم عن أحوالهم : هل عندهم خير عن فراقهم ووصالهم - كما قالوا :
بربّكما يا صاحبيّ قفا بيا أسائلكم عن حالهم واسألانيا
«إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ. وَ إِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ» : الحقّ - سبحانه - وعد المطيعين بالجنة، والتائبين بالرحمة، والأولياء بالقربة، والعارفين بالوصلة، ووعد أرباب المصائب بقوله :
«أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ «٥»» وهم يتصدون لاستبطاء حسن الميعاد - واللّه رءوف بالعباد.
قوله جل ذكره :
[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٧ الى ٨]
وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (٧) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (٨)
«ذاتِ الْحُبُكِ» أي ذات الطرائق الحسنة - وهذا قسم ثان، وجوابه :«إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ» يعنى في أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم فأحدهم يقول : إنه ساحر، وآخر يقول :
مجنون، وثالث يقول : شاعر.. وغير ذلك.

_
(١) الأعزل من السحاب مالا مطر فيه (الوسيط ج ٢ ص ٦٠٥).
(٢) يقصد الصوفية.
(٣) هكذا في ص وهي في م (الكفاية).
(٤) هكذا في ص وهي في م (محال).
(٥) إشارة إلى الآيتين ١٥٦، ١٥٧ من سورة البقرة.
«الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» :«أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ». [.....]


الصفحة التالية
Icon