لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٧٠
طاعة وعبادة، وذكّر العارفين ما صرفت عنهم من بلائي، وذكّر الأغنياء ما أتحت «١» لهم من إحسانى وعطائى، وذكّر الفقراء ما أوجبت لهم من صرف الدنيا عنهم وأعددت لهم من لقائى.
قوله جل ذكره :
[سورة الذاريات (٥١) : الآيات ٥٦ الى ٥٨]
وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (٥٦) ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ ما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨)
الذين اصطفيتهم في آزالى، وخصصتهم - اليوم - بحسن إقبالى، ووعدتهم جزيل أفضالى - ما خلقتهم إلّا ليعبدون.
والذين سخطت عليهم في آزالى، وربطتهم - اليوم - بالخذلان فيما كلّفتهم من أعمالى، وخلقت النار لهم - بحكم إلهيتى ووجوب حكمى في سلطانى - ما خلقتهم إلا لعذابى وأنكالى، وما أعددت لهم من سلاسلى وأغلالى.
ما أريد منهم أن يطعموا أو يرزقوا أحدا من عبادى فإنّ الرزّاق أنا.
وما أريد أن يطعمون فإننى أنا اللّه «ذُو الْقُوَّةِ» : المتين القوى.
قوله جل ذكره :
[سورة الذاريات (٥١) : آية ٥٩]
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (٥٩)
لهم نصيب من العذاب مثل نصيب من سلف من أصحابهم من الكفار فلم استعجال العذاب - والعذاب لن يفوتهم؟.
[سورة الذاريات (٥١) : آية ٦٠]
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٦٠)
و هو يوم القيامة.
(١) هكذا في م وهي في ص (الحث) وهي غير ملائمة للسياق.