لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٤٩٥
قوله جل ذكره :
[سورة القمر (٥٤) : الآيات ٦ الى ٧]
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (٧)
«فَتَوَلَّ عَنْهُمْ» : هاهنا تمام الكلام - أي فأعرض عنهم، وهذا قبل الأمر بالقتال.
ثم استأنف الكلام :«يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ...» والجواب :«يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ» - أراد به يوم القيامة.
ومعنى «نُكُرٍ» : أي شىء ينكرونه (بهوله وفظاعته) «١» وهو يوم البعث والحشر.
وقوله :«خُشَّعاً» منصوب على الحال، أي يخرجون من الأجداث - وهي القبور - خاشعى الأبصار.
[سورة القمر (٥٤) : آية ٨]
مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨)
كأنهم كالجراد لكثرتهم وتفرقهم، «مُهْطِعِينَ» : أي مديمى النظر إلى الداعي - وهو إسرافيل.
«يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ» : لتوالى الشدائد التي فيه.
قوله جل ذكره :
[سورة القمر (٥٤) : الآيات ٩ الى ١١]
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَ قالُوا مَجْنُونٌ وَ ازْدُجِرَ (٩) فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (١٠) فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (١١)
كذب قوم نوح نبيّهم، وقالوا : إنه مجنون، وزجروه وشتموه.
وقيل :«ازْدُجِرَ» : أي استطار عقله، أي قوم نوح قالوا له ذلك.
فدعا ربّه فقال : إنى مغلوب أي بتسلّط قومى عليّ فلم يكن مغلوبا بالحجّة لأنّ الحجّة كانت عليهم، فقال نوح للّه : اللهمّ فانتصر منهم أي انتقم.

_
(١) ما بين القوسين توضيح من جانبنا غير موجود في النص. [.....]


الصفحة التالية
Icon