لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥١٠
ثم قال :«لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ». أي لا تصلون إلى موضع إلا وهناك سلطانى وملكى ولا تنفذون في قطر إلا وهناك عليكم حجة «١».
قوله جل ذكره :
[سورة الرحمن (٥٥) : آية ٣٥]
يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (٣٥)
أي فلا تنتقمان. والشواظ : اللّهب من النار لا دخان معه. والنحاس : الصّفر «٢» المذاب قوله جل ذكره :
[سورة الرحمن (٥٥) : آية ٣٧]
فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ (٣٧)
ينفكّ بعضها عن بعض وتصير في لون الورد الأحمر. ويقال : بها الفرش الموردة كالدهان وهو جمع دهن. أي كدهن الزيت وهو دردى الزيت.
ويقال : كما أن الوردة يتلّون لونها إذ تكون في الربيع إلى الصّفرة، فإذا اشتدت الوردة كانت حمراء، وبعد ذلك إلى الغبرة - فكذلك حال السماء تتلون من وصف إلى وصف فى القيامة.
قوله جل ذكره :
[سورة الرحمن (٥٥) : آية ٣٩]
فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌّ (٣٩)
أراد في بعض أحوال «٣» القيامة لا يسألون، ويسألون في البعض... فيوم القيامة طويل.
ويقال : لمّا كانت لهم يومئذ علامات : فللكفار سواد الوجه وزرقة العين، وللمسلمين بياض الوجه وغير ذلك من العلامات - فالملائكة لا يحتاجون إلى سؤالهم : من أنتم؟ لأنهم يعرفون كلّا بسيماهم.
(١) هكذا في م وهي في ص (وجهه). فإذا قبلنا (حجة) فيكون المعنى أنكم أينما توجهتم في بقاع السماوات والأرض فستجدون دائما برهانا على وحدانية اللّه، وشاهدا على ربوبيته. وإذا قبلنا (وجهه) فهى على معنى :«فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ (وَجْهُ) اللَّهِ».
(٢) الصفر - النحاس الأصفر.
(٣) أحوال القيامة هنا بمعنى مواطن القيامة في ذلك اليوم الطويل. وربما كانت (أهوال).